في هذا الحوار، نسلط الضوء على واحدة من أبرز النجمات المغربيات في تاريخ كرة القدم النسائية الوطنية، سناء المسودي، التي استطاعت أن تتجاوز التحديات الصحية والعائلية ل تعود بقوة إلى الملاعب وتفوز بجائزة أفضل لاعبة في القارة الإفريقية. سناء، المعروفة بأسلوب لعبها المميز وبقدرتها على خلق الفرق بفضل إمكانياتها الفردية تقنيا و تكتيكيا، تجيب عن أسئلتنا بكل عفوية وصدق حول مسيرتها الرياضية، أسلوب لعبها، وكيفية إدارتها للتوازن بين الدراسة والرياضة، إلى جانب رؤيتها لمستقبل كرة القدم المغربية في أفق 2030.
1- توقفتِ عن اللعب لموسمين بسبب ظروف صحية وعائلية، مما كان بلا شك تجربة غير سهلة. علما أنك لم تشاركي في المونديال رغم مساهمتك الكبيرة في التأهل إليه بعد أداء مميز في كأس إفريقيا. كيف تمكنت من إدارة هذه المرحلة والحفاظ على ثقتك بنفسك حتى عدت بقوة وفزت بجائزة أفضل لاعبة في القارة الإفريقية؟
كانت ظروفا صعبة بحكم أنها جاءت متتابعة بين الصحية والعائلية، وليس من السهل التعامل معها. لكن الحمد لله، كنت محظوظة بوجود عائلة رياضية متفهمة، وزميلات وأطر فريقي الجيش الملكي الذين ساعدوني على الحفاظ على قوتي الذهنية واسترجاع مقوماتي البدنية. وثقوا كثيرا في إمكانية عودتي للملاعب واستعادة مستواي، ولهم الفضل الكبير في عودتي و أهديهم هذه الجائزة.

2- أسلوب لعبك يشبه أسلوب سفيان بوفال من حيث التحكم بالكرة والمراوغات، بالإضافة إلى تعدد المراكز. فقد أثبت قدرتك على اللعب كجناح، كرأس حربة، أو كمهاجمة ثانية (كما حدث مع روزيلا عيان في كأس إفريقيا، حيث كنت تتحركين بحرية يمينا ويسارا). هل توافقين على هذا التشبيه؟ وما هو المركز الذي تشعرين فيه بالراحة الأكبر؟
أحترم هذا الرأي بتشبيهي بسفيان بوفال، الذي يعجبني كثيرا بأسلوبه ومراوغاته. أنا أشاهد جميع اللاعبين الذين يتمتعون بمستوى تقني مميز وأتعلم منهم، لكني أفضل أن أعرف بسناء المسودي وطريقتي الخاصة في اللعب، خاصة أنه قليل ما نجد الفتيات يمارسن كرة القدم.
فيما يخص مراكز اللعب، فأنا تحت إمرة المدرب وليس لدي أي مشكلة في تغيير مركزي. يمكنني اللعب كمدافعة أو حتى كحارسة مرمى إذا تطلب الأمر ذلك للدفاع عن بلدي.
3- برأيك، ما هو أهم شيء يجب أن يتحلى به أي شخص يسعى للتفوق رياضيا ودراسيا في الوقت نفسه؟ وهل تعتقدين أن الدراسة ساعدتك في التألق داخل الملاعب، سواء على المستوى التكتيكي (مثل تعدد المراكز أو تطبيق أفكار المدرب) أو بأي شكل آخر؟
للتوفيق بين الدراسة والرياضة، يجب أن تكون صبورا، مجتهدا، وواثقا من نفسك. من الضروري أيضا أن يكون محيطك وأصدقاؤك في المستوى ليساعدوك على التطور وتحفيزك. العمل الجاد والثقة بالله هما مفتاح النجاح، فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر المجتهدين.
لا شك أن الدراسة ساعدتني كثيرا في مسيرتي الرياضية، سواء على مستوى طريقة اللعب أو التواصل مع زميلاتي، وكذلك في تطبيق تعليمات المدربين، حيث أستجيب للمعلومة بسرعة. المركز الوطني للرياضة مولاي رشيد بالمعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة أفادني كثيرا لأنه يدمج الجانبين النظري والتطبيقي في عدة رياضات.

4- ختامًا، كيف تتصور سناء المسودي مستقبل المملكة المغربية في أفق سنة 2030؟
لدي ثقة كاملة في القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وفي تطبيق استراتيجيته من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع. لقد شهدنا تطورا ملحوظا في بلادنا، خصوصًا على مستوى البنية التحتية.
كرة القدم، سواء النسائية أو الرجالية، استفادت بشكل كبير من هذا التطور. أعتقد أن المنتخبات الأخرى ستواجه صعوبات كبيرة في مواجهتنا بحلول سنة 2030.
Tags
العدد الأول