دورالإعلام الرياضي في إنجاح التظاهرات العالمية

 عاش العالم خلال أواخر القرن العشرين عدة تغيرات في جميع المجلات الإقتصادية، السياسية، وخاصة في مجال الإعلامي، حيث انتقلنا من قراءة الأخبار إلى مشاهدتها في مختلف وسائل الإعلام الإكتروني أو التلفزي، ومع ظهور هذا الأخير انتقلت الصحف الورقية من النشر المطبعي إلى الإلكتروني أو الرقمي نظرا لارتفاع تكلفة الإنتاج.

وهذا ما انعكس على جميع الأصعدة وخاصة المجال الرياضي حيث هناك اكتساح كبير للأنترنيت في نقل المعلومات الرياضية كنقل المباريات مباشرة ومتابعة النتائج تزامنا مع ذلك مما جعلنا أمام شركات عمالقة في الإنتاج الإعلامي ك "بين سبور" التي سيطرت على المشهد الرياضي.


ومع هذا التطور أصبحنا نشاهد بأن وسائل الإعلام الرياضية تملك مسؤولية ودور في التسويق للثقافة والرفع بها، وهنا أصبح العبئ مضاعفا داخل القنوات العالمية أو العملاقة خصوصا العربية حيث يجب عليها التركيز على الجانب الإعلامي و الإخباري دون إغفال للجانب الثقافي، ولعل أبرز مثال يمكن التركيز عليه هو تغطية قناة بين سبور لكأس العالم، وما قامت به لنشر الهوية والثقافة العربية الإسلامية.

ومع استعداد المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025 ومونديال 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، يبرز دور الإعلام كعامل .محوري في إبراز الإمكانيات التنظيمية والترويج للحدث على المستوى الدولي

حيث يساهم الإعلام الرياضي، من خلال القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية، في التسويق والترويج للبطولة، ما يجذب أنظار الجماهير العالمية والرعاة التجاريين. فتغطية مكثفة قبل الحدث تعزز من الحماس والإقبال الجماهيري، وهو ما يعزز صورة البلد المستضيف بإبراز الجوانب الثقافية والسياحية للبلد المنظم، مما يساهم في جذب السياح والإستثمارات. في حالة المغرب، فإن تسليط الضوء على البنية التحتية، والتطور الرياضي، والتقاليد الثقافية يزيد من إشعاعه العالمي.


كما توفر وسائل الإعلام المختلفة، خاصة المنصات الرقمية ووسائل التواصل الإجتماعي، فضاء للتفاعل بين الجماهير والمنظمين، مما يسهل نقل المعلومات الدقيقة، ويحد من الشائعات التي قد تؤثر على الحدث، أيضا في تغطية المباريات بشكل احترافي، وتقديم تحليلات فنية تعزز من وعي الجماهير باللعبة، كما أنه يشجع اللاعبين على تقديم أداء مميز بفضل تسليط الضوء على إنجازاتهم.

بالعودة إلى المغرب فتنظيمه لكأس إفريقيا هي فرصة لإبراز قدراته التنظيمية، مما يضعه في واجهة الدول القادرة على استضافة الأحداث الكبرى، وهنا تكمن أهمية الإعلام المغربي الذي سيلعب دورا هاما في تغطية الإستعدادات، من تحسين الملاعب إلى استضافة الفرق والجماهير، والتعريف بالثقافة والهوية المغربية، وبالأماكن السياحية والتاريخية للبلد، والأكثر من ذلك توعية الجماهير المغربية خاصة بأهمية تنظيم مثل هكذا بطولات قارية ودولية.

فتنظيم المغرب لكأس أفريقيا،2025 وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، تتطلب خطة إعلامية محكمة، وتقديم محتوى متنوع للجماهير من مختلف القارات، وخصوصا في المونديال، حيث سيكون مسؤولا عن إبراز التعاون الثلاثي بين الدول المستضيفة، مما يعكس قيم االنفتاح والتآخي بين الشعوب. 

في الختام يبقى الإعلام الرياضي عاملا حاسما في إنجاح التظاهرات الكبرى، سواء من خلال التسويق، أو التفاعل الجماهيري، أو تحسين صورة البلد المنظم. فبلدنا أمام فرصة ذهبية لتعزيز مكانته كوجهة رياضية عالمية، ويعتمد نجاح هذه التظاهرات على استراتيجية إعلامية متكاملة توظف كل الإمكانيات المتاحة لضمان تغطية شاملة وفعالة.




إعداد :
Profile Picture

أحمد التازي

صحفي رياضي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال