حوار حصري مع سلمى بوغرش: أسرار التوفيق بين كرة القدم والطب

حوار حصري مع سلمى بوغرش: أسرار التوفيق بين كرة القدم والطب

 سلمى بوغرش، ابنة مدينة الجديدة ، هي نموذج مشرق للتوازن بين التفوق الرياضي والتميز الأكاديمي. بالتوازي مع مسيرتها الرياضية اللامعة، واصلت سلمى دراستها في الطب بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء لتحصل على شهادة الدكتوراه في عام 2024.

بدأت مسيرتها الكروية مع نادي الدفاع الحسني الجديدي، حيث ساهمت في صعود الفريق إلى القسم الأول، ثم انتقلت للعب مع نهضة الزمامرة والرجاء عين حرودة. وفي موسم 2022، التحقت بصفوف الوداد الرياضي، أحد أعرق الأندية المغربية.

مع تأسيس المنتخب الوطني النسوي لكرة الصالات في الموسم الرياضي 2020-2021، كانت سلمى من بين الجيل الأول من اللاعبات المنضمات لهذا المنتخب، وتولت قيادة الفريق كقائدة، حيث ساعدتها خبرتها في كرة الصالات على تطوير مهاراتها الكروية بشكل كبير.

حظيت سلمى بثقة المدرب الإسباني خورخي فيلدا لتكون ضمن لائحة لبؤات الأطلس، بهدف الفوز بكأس أمم إفريقيا 2025 المقرر تنظيمها في المغرب. تلعب سلمى في مركز وسط الميدان، وتتميز باستخدام قدمها اليسرى بمهارة عالية، كما أنها تمتلك نزعة هجومية واضحة، وترتدي القميص رقم 10.

في هذا الحوار الحصري، تكشف سلمى بوغرش عن رحلتها المميزة وكيف استطاعت التوفيق بين شغفها بكرة القدم ودراستها للطب، بالإضافة إلى طموحاتها المستقبلية مع المنتخب الوطني والاحتراف الخارجي.


التوفيق بين دراسة الطب وكرة القدم يتطلب تضحيات كبيرة، خصوصا أن الدراسة في المجال الطبي تحتاج إلى مجهود كبير. بدون شك، كان عليك في العديد من المناسبات مثلا التخلي عن الخروج مع الأصدقاء من أجل التداريب أو الدراسة. قد يبدو الأمر سهلا نظريا، لكنه صعب في التطبيق. ما هو سر سلمى بوغورش؟

الحقيقة أنه ليس هناك سر خاص للتوفيق بين الدراسة وكرة القدم، بل يعتمد الأمر على وضع أهداف واضحة والاستعداد لتقديم التضحيات اللازمة. هذا يعني تخصيص وقت أقل للأنشطة الاجتماعية مع الأصدقاء من أجل التركيز على الدراسة والحفاظ على اللياقة البدنية المطلوبة.

كان هدفي دائماً واضحاً: التميز في مساري الأكاديمي والرياضي معاً، ولذلك كنت مقتنعة تماماً بالتضحيات التي يجب علي القيام بها. صحيح أن الأمر صعب، لكنه ليس مستحيلاً، والحمد لله، بفضله سبحانه وتعالى ودعم والدي وعائلتي، استطعت تحقيق ما أصبو إليه.

  هل يساعدك مستواك الدراسي في كرة القدم؟

أنا مؤمنة دائماً بأن كرة القدم تُلعب بالعقل قبل القدمين. القدمان ما هما إلا أدوات للعب، بينما العقل هو المحرك الأساسي. من الضروري أن تكون سريعاً في استيعاب وفهم التكتيكات التي يضعها المدرب وتطبيقها على أرض الملعب، وكذلك إيجاد الحلول السريعة أثناء المباراة.

الدراسة ساعدتني كثيراً في تطوير قدراتي الذهنية، مما انعكس إيجاباً على أدائي في الملعب. فالقدرة على التحليل السريع واتخاذ القرارات الصائبة خلال ضغط المباريات هي مهارات أستفيد منها مباشرة من خلال تدريبي الأكاديمي.

  كنت حاضرة مع المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة للأولمبياد، وكنا قريبين جدا من التأهل ضد زامبيا، أضعنا العديد من الفرص في مباراة الإياب وكنا نستحق التأهل. كيف عشتِ هذه التجربة؟ وما رأيك في حظوظ المنتخب الوطني في كأس إفريقيا المقبلة؟

كنا على بعد خطوات قليلة من تحقيق حلمنا بالتأهل إلى الأولمبياد. اجتهدنا كثيراً في التدريبات، ودرسنا المنافس بعناية، وقدمنا تضحيات كبيرة، لكن للأسف لم يكتب لنا التأهل.

رغم الهزيمة المؤلمة أمام زامبيا، أعتبر هذه التجربة درساً قيماً لنا جميعاً. سنستفيد من هذه الدروس لتقوية منتخبنا وتصحيح أخطائنا، وسنكون جاهزات بإذن الله لكأس إفريقيا القادمة. هدفنا واضح: الاحتفاظ بالكأس في بلادنا إن شاء الله. نحن نعمل بجد لنكون مستعدات بدنياً وتكتيكياً وذهنياً لتحقيق هذا الهدف.

  البطولة الوطنية بدأت تجذب اهتمام الأندية الأوروبية مؤخرا، فهل لديك حلم الاحتراف؟ وما هو الدوري الذي ترغبين في اللعب فيه؟

نعم، لدي طموح كبير للعب في المستوى العالي مع فرق احترافية. أتمنى بشكل خاص أن أخوض تجربة الاحتراف في الدوري الإسباني أو الإنجليزي، حيث مستوى المنافسة عالٍ ويمكنني تطوير قدراتي أكثر.

  كيف ساعدك رضا الوالدين في مسيرتك ولماذا هو مهم؟

دعم الوالدين أمر لا غنى عنه في مسيرتي. كان والداي دائماً السند الأساسي لي في رحلتي مع كرة القدم. عندما تقول لي أمي "سيري الله يرضى عليك" قبل المباريات، أشعر بدفعة معنوية هائلة تساعدني على التحلي بالهدوء ومواجهة التحديات.

بدون دعمهما ورضاهما، ما كنت لأحقق أي شيء في مسيرتي. أنا ممتنة لهما بشكل كبير وأحبهما من كل قلبي. رضا الوالدين يمنحني القوة والثقة التي أحتاجها للتغلب على كل الصعاب.



إعداد :
Profile Picture

طه الحداد

مؤسس MoroccanGrinta

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال